(حمساوي مي هاب الموت) مشرف أقسام الألعاب
عدد الرسائل : 1379 العمر : 29 الدوله/البلد : فلسطيني بالسويد العمل/الترفيه : خدمت حضراتكم حلم أيامي : العمل على الدفاع عن الوطن مزاجي : رتبة العضو : تاريخ التسجيل : 07/12/2007
| موضوع: محمد صلى الله عليه وسلم كما لم تعرفوه الجمعة ديسمبر 07, 2007 9:54 am | |
| محمد صلى الله عليه وسلم يؤيد تحالفاً دولياً ضد الظلمفي القرن السادس الميلادي لم يكن معروفاَ ذاك النمط العصري المعروف الأن " بالإتفاقيات والمعاهدات الدولية"..لقد كانت سياسة المصالح هي المهيمنة على دول وامارات المنطقة كما جميع دول العالم الان ولكن دون أي اعتبار لحقوق الانسان.. وكانت القوة العسكرية والاقتصادية هي صاحبة القرار الحاسم في المكانة السياسية ومدى السيطرة لدولة دون أخرى..
وفي ظل قانون الغا ب هذا .. ومع أجواء التنافس بين الدول والمصالح المتناقضة يصبح الضعفاء والمدنيون هم الضحية الأولى في مثل هذه الصراعات..
الحال ذاته كان ينطبق بشكل ما على القبائل العربية المنتشرة في صحراء الجزيرة العربية وما حولها ..وكان لابد لقبيلة ضعيفة اللجوء إلى حماية جهة قوية بما يقتضي هذا من ثمن غالٍ وإلا أصبحت في مهب حوافر الخيل الغازية من هنا وهناك..
لقد كان شكل الحروب فظيعاً حين تقوم قوة من الفرسان الأشداء المدربين بالهجوم على أناس قليلين..لتقتل رجالهم وشيوخهم غالباً وتأسر النساء والأطفال وتسلب الأموال وتصير الأبناء عبيداً وخدماً يباعون ويشرون..إنه قانون الغابة بحذافيره حيث البقاء للأقوى.!
وفي ظل هذه الأجواء الدموية اجتمع بعض العقلاء من قريش وقرروا أن يوقفوا هذا المسلسل من الدماء والجماجم...
لقد كان محمد صلى الله عليه وسلم في العشرين من العمر أنذاك وكان حاضراً لذلك الإتفاق الذي وقعه سادة القبائل وتعاهدوا فيه " ألا يظلم إنسان وأن ينصروا المظلوم ضد الظالم إن وقع الظلم.."
ويتذكر النبي صلى الله عليه وسلم هذا الاتفاق بعد سنين طوال فيقول " لو دعيت إلى مثله في الإسلام لأجبت" أي لو قبل مني رؤساء الدول لوقعنا مثل هذا الاتفاق ..على نطاق أوسع..
بل إنه طبقه بنفسه وفرديا وهو في أولى سنين نبوته وأوج اضطهاد دعوته..
لقد أنكر سيد من سادات قريش مالاً لرجل من منطقة تدعى " الأراش".. وماطل في دفع المال لصاحبه الغريب عن مكة.. فصاح في إجتماع لقريش ورسول الله محمد صلى الله عليه وسلم قريب منه يسمع ما يدور قائلاً " من يعينني على أبي الحكم بن هشام فإنني غريب وعابر سبيل..." لقد كان بإمكان الكثيرين التفاخر بنصرته لكن ليس ضد سيد مهاب مثل أبي الحكم.. الذي سماه المسلمون بأبي جهل..إن الوقوف في مواجهة رجل مثل هذا يعد غباءاً لدى المعتقدين فقط بالمصالح الشخصية وحدها.."
ولما لم يستجب أحد لهذا الرجل الضعيف والغريب قام النبي صلى الله عليه وسلم معه وأخذه حتى وصل إلى بيت أبي الحكم وطرق الباب..فخرج إليه أبو الحكم.... فقال له محمد صلى الله عليه وسلم " أعط الرجل حقه.." لقد صدم أبو الحكم بهذا القول.. ولم يستطع إلا أن يهز رأسه ويدخل بيته ليعطي الرجل كامل حقه..
لقد وقف الرجل بمجمع قريش الذي خذلوه قبل أن يغادر قائلاً: " جزاه الله خيراً لقد أخذ لي حقه مني.." (كتاب السيرة النبوية، -ابن هشام - الجزء 2، صفحة 233 )
إن محمداَ صلى الله عليه وسلم في تلك الفترة كان مُحَارَباً من الجميع.. ضعيفاً وأتباعه يعدون على الأصابع..لكنه رغم ذلك لم يتخذ موقفاً محايداً أو يعتذر لرجل محتاج عن عدم استطاعته المساعدة... هو دينه الذي يقول الله له ولأتباعه فيه :"وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب" ( المائدة 25 )
هكذا كان محمد سباقاً إلى المطالبة بأن يسارع الجميع إلى إقامة تحالف يدعو إلى انتصار الحق.. ومنع الظلم وتقديم الظالمين إلى العدالة.... وستحثنا سيرته في المواضيع القادمة كيف فعل هذا...... لماذا لم يتراجع محمد صلى الله عليه وسلم...؟يمتلك السياسون ودعاة الأفكار هامشاً من المناورة يضيق أو يتسع تبعاً للظروف المحيطة ... وسرعان ما يتراجع السياسون والمفكرون عن خططهم وأطروحاتهم حينما تتصادم مع واقع يستحيل معه الإصرار عليها.. وفي العرف السياسي والفكري فإن أفكاراً من هذا القبيل تطوى في أدراج المكاتب إنتظاراً لوقت مناسب لإعادة طرحها...
إن هذا ما نفعله نحن أيضاً بشكل مبسط في حياتنا العامة.. ونحن نؤجل أو نتراجع عن كثير من أفكارنا وأحلامنا وطموحاتنا حين ندرك أن الإستمرار فيها مستحيل الأن....
كان يوم الإعلان عن الدعوة الجديدة والجهر بها يوماَ حافلاً بالصور والمشاهد بعدما ظل النبي محمد صلى الله عليه وسلم يدعو ويبشر بدعوته سراً اًوكانت زوجته خديجة رضي الله عنها أول إمرأة أمنت به .. وكان أبو بكر الصديق رضي الله عنه أول من أسلم من الرجال ..فيما كان علي رضي الله عنه أول شاب يافع يتبع الدعوة الجديدة .. يوماً بعد يوم ..استمرت الدعوة سراً.. واستمرت تلك المرحلة ثلاث سنوات ... وجاء يوم الحسم الكبير يوم إعلان الدعوة....
لقد دعا محمد صلى الله عليه وسلم قريش إلى إجتماع هام وعندما اكتمل الحضور ...قام فقال:
" يا معشر قريش أرأيتم لو أخبرتكم أن خيلاً بالوادي تريد أن تغير عليكم أكنتم مصدقي"..قالوا نعم يا أبا القاسم ما جربنا عليك كذباً فقال محمد صلى الله عليه وسلم " فإني نذير لكم من بين يدي عذاب شديد..." (رواه البخاري – باب وأنذر عشيرتك الأقربين – ومسلم ) ثم قال جئتكم بخيري الدنيا والأخرة .. وقد أمرني الله أن أدعوكم إليه ووالله لو كذبت الناس جميعاً ما كذبتكم ولو غررت الناس جميعاً ما غررتكم , والله لتموتن كما تنامون ولتبعثن كما تستيقظون ولتحاسبن كما تعملون ولتجزون بالإحسان إحسانا وبالسوء سوءاً إنها لجنة أبداً أو لنار أبداً.."
لقد اكتفت قريش بادئ الأمر بالإستهزاء والشتم ... لكن تقدم الدعوة أثار جنونهم , فتوجهوا إلأى عمه أبي طالب وألحوا عليه في الضغط على محمد صلى الله عليه وسلم قائلين : إما أن تمنعه من ذلك أو سنمنعه من ذلك ولو كلفنا ذلك ما لا يحتمل..."إنه قرار نهائي لا رجعة عنه .إما أ، يتراجع محمد صلى الله عليه وسلم عن دعوته أو سنوقفه بالقوة.."!!
لقد انتقل أبو طالب إلى محمد صلى الله عليه وسلم مشفقاً عليه وخائفاً ..يبحث معه الأمر ويسأله أن يخفف من حدة أفكاره ويتراجع عنها .. ويومها سجل محمد صلى الله عليه وسلم كلمات خالدة في الثبات على الفكرة الحقة..:
" والله يا عم لو وضعوا الشمس في يميني والقمر قي يساري على أن أترك هذا الأمر ما فعلت حتى يظهره الله أو أهلك دونه.."
لقد كان جد مقبول لدى قريش أن يبدي محمد صلى الله عليه وسلم – ودعوته في هذه المرحلة الصعبة – بعضاً من المرونة والتراجع ليتم إيقاف الضغوط عليه وعلى أتباعه , والسماح له ببعض المكتسبات...
لقد ثار سادة قريش لهذا الرفض واتجهت أنظارهم إلى استخدام القوة والعنف لاجبار محمد صلى الله عليه وسلم وأتباعه القلائل على التراجع.. فاعتقلوا كل من عرف بإ تباع محمد صلى الله عليه وسلم وبدأت رحلة طويلة من التعذيب المروع..
تحمل المستضعفون من المسلمين الأوائل القسط الأكبر من تعذيب قريش بمكة ليصدوهم عنالإسلام، خصوصًا بلال بن رباح وأمه حمامة وكان بلال رضي الله عنه عبداً حبشيا وكان سيده يخرجه إلىالصحراء إذا حميت الظهيرة فيطرحه على ظهره في بطحاء مكة ، ثم يأمر بالصخرة العظيمة فتوضع على صدره ثم يقول له ( لا والله ) لا تزال هكذا حتى تموت أو تكفر بمحمد وتعبد اللات والعزى ، فيقول وهو في ذلك البلاء أحد أحد..
ًوخباب بن الأرتّ كان يُعرى ويُلصقُ ظهره بالرمضاء ، ثم الرضف ـ الحجارة المحماة بالنار ـ ويلوون رأسه ، وهو لا يجيبهم إلى شيء مما أرادوه منه ، وقد قال يوماً لعمر بن الخطاب انظر إلى ظهري ! فنظر ، فقال : ما رأيت كاليوم ! قال خباب : لقد أوقدت لي نارٌ وسحبت عليها ، فما أطفأها إلا ودك ظهري..!
وآل ياسر (ياسر وابناه عمار وعبدالله وأمهما سمية بنت خياط ) و كانت سمية عجوزاً ضعيفةً وقعت في براثن وحش كاسر ، إلا أن نفسها كانت أصلب من الحديد ، وأقوى من السياط ، تواجه الحقد الأعمى لهباً يتمدد على جدسها الطاهر بإيمان قوي وعقيدة راسخة مما جعل طاغوت مكة أبا جهل يفقد صوابه.. لقد أراد أن يسمع منها ما يكرهه قلبها.. أن تنال من محمدٍ ودينه.. ولكنها أسمعته ما يكره ، فعمد إلى حربةٍ كانت بين يديه ، فغرسها في قلبها ، فكانت أول شهيدة في الإسلام. وواجه زوجها ياسر ـ الشيخ الهرم ـ عين المصير فأمسى نجماً متألقاً في سماء الشهادة. وبين الوالد والأم كانت محنة عمار ـ الأبن ـ تتفاقم وتزداد حتى كأنه يتلقى صورة تعذيبهما نصب عينيه ونبأ استشهادهما عذاباً متجدداً عليه يضاعف آلامه ومحنه. بالإضافة إلى هذا فإنهم لم يتركوا وسيلةً من وسائل القهر والتعذيب إلا استعملوها معه ، فتارةً يسحبونه على الرمضاء المحرقة مجرداً من ثيابه ، ثم يضعون صخرةً كبيرةً على صدره ، فان يئسوا منه لجأوا إلى تغريقه بالماء بغمس وجهه ورأسه حتى يختنق أو يشرف على الموت..!. وكان أبو جهل إذا سمع بالرجل قد أسلم ، له شرف ومنعة أنبه وأخزاه وقال تركت دين أبيك وهو خير منك : لنسفهن حلمك ولنفيلن رأيك ، ولنضعن شرفك ، وإن كان تاجرا ، قال والله لنكسدن تجارتك ، ولنهلكن مالك ، وإن كان ضعيفا ضربه وأغرى به ..!
وأبو فكيهة ، كان عبداً لصفوان بن أمية الجمحي ، أسلم مع بلال ، فأخذه أمية بن خلف وربط في رجله حبلاً ، وأمر به فجُرَّ ، ثم ألقاه في الرمضاء ، ومرَّ به جُعَل ـ خنفساء ـ فقال له أمية : أليس هذا ربك ؟ ! فقال : الله ربي وربك ورب هذا. فخنقه خنقاً شديداً ، ومعه أخوه أبي بن خلف يقول : زده عذاباً حتى يأتي محمدٌ فيخلصه! وكانوا يضعون الصخرة على صدره حتى يدلع لسانه ، ولم يرجع عن دينه.
أما زنيرة : فكانت امرأةً وقوراً أدبها الفقر ، وأعزها الإسلام ، وكانت أمةً لبني عدي ، وكان يشترك في تعذيبها كل من أبي جهل وعمر حتى عميت..!
وكان النبي محمد صلى الله عليه يعلق وهو ينقطع حزنا على تعذيب أصحابه : "والله ليتممن الله هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضر موت لا يخاف إلا الله ، والذئب على عنزه ...!
إن قصص التعذيب والضغط أكثر من أن تحويه رسالة مثل هذه ..
إن كل العذاب والأذى الذي واجهه " محمد " صلى الله عليه وسلم وأتباعه لم يمنعهم من الثبات ...على ما أمنوا به..
وعادت لغة الإغراء من جديد ... وكان عرضا مغرياً هذه المرة..
" نعبد إله محمد عاماً ويعبد ألهتنا عاماً أخر وهكذا.."
ما رأيك الان؟؟
لماذا لا يقبل محمد صلى الله عليه وسلم هذا العرض وينتهي الموضوع ..؟!
لكن العرض قوبل بالرفض التام بقرأن أنزل على النبي محمد صلى الله عليه وسلم " لا أعبد ما تعبدون.. ولا أنتم عابدون ما أعبد ".!
وعادت قريش إلى لغة العذاب والتهديد..وحوصر كل من أمن بمحمد صلى الله عليه وسلم بوادٍ لا يسمح لهم بادخال الطعام ولا المتاجرة ولا المشاورة ولا الاجتماع ولا التحدث واعلنت قريش وقف الزواج والبيع والشراء وانواع التعامل كلها مع كل من يؤمن بمحمد..صلى الله عليه وسلم أو يتضامن معه وكتبت صحيفة المقاطعة وأودعوها في الكعبة بشروط قاسية وملزمة لكل قريش ومن تبعهم وتنص على ان لا تتوقف هذه المقاطعة حتى يدفع بنو هاشم إليهم محمدا فيقتلوه ، أو يتراجع محمد صلى الله عليه وسلم عن دعوته . ووقع على هذه الصحيفة أربعون رجلا من وجوه قريش ، وختموها بأختامهم ، وعلقت هذه الوثيقة في الكعبة ، وكان ذلك في سنة سبع من البعثة على أشهر الروايات . وانضم قوم من أقرباء محمد صلى الله عليه وسلم للمحاصرين تضامناً مع صلة الدم... وكان بعض الخيريين وأثرياء قريش يحاول المساعدة سراً بعدما رأوا الحالة التي وصل لها محمد صلى الله عليه وسلم وأتباعه في الحصار الذي استمر لثلاث سنين...!
لكن محمد صلى الله عليه وسلم وبعد ثلاث سنين من التجويع والحصار لم يتراجع..! وقام بعد الفضلاء بانتهاك الحصار عند ئذ وذلك بعدما تأكد استحالة ثني محمد صلى الله عليه وسلم وأتباعه عن دعوة الاسلام...وأخذ الجوع والتعب من الماصرين أيما مأخذ..
وجاء العرض الأخير من قريش...
" نعلنك ملكا علينا وندعو العرب لمبايعتك فتكون ملكاً على العرب , ونجمع لك من أموالنا حتى تكون أغنى رجل في جزيرة العرب.." ..!
والان ..
هل تعتقد عزيزي القارئ أن محمد صلى الله عليه وسلم وافق..!
إنها كلمة واحدة ويصبح ملكاً على العرب وأغنى رجل في المنطقة الواسعة الارجاء..!
إن مـن قـرائن معرفة المدعين الصادقين من الكاذبين هو ايمانهم بما يدعونه وتـضـحيتهم وايثارهم في سبيله , ولان المدعين الكاذبين مطلعين على حقيقة الامر فانهم بالطبع لا يـضـحـون كثيرا في سبيل هدفهم , بالاضافة الى انهم مستعدون للمساومة وتحريف مدعياتهم , في حين ان الصادقين منهم لايجوزون لانفسهم ايا من ذلك !!
لقد تراجع هرقل ملك الروم عن دعوته لقومه باتباع محمد صلى الله عليه وسلم بعدما ثارعليه قومه... تراجع خوفاً من الإطاحة بحكمه..!
وتراجع جاليلو عن نظريته حول دوران الأرض حول الشمس أمام ضغط الكنيسة ومحكمة التفتيش وتمتم وهو يتراجع " لكنها تدور"..!
وتراجع بوذا مؤسس الدعوة البوذية عن دعوته لتعذيب الجسد بعدما أدى تجويع الناس إلى ذهاب عقول الناس وحجبت عن أعينهم رؤية الحقيقة فتراجع وعاد إلى الحياة الاعتيادية..!
وتراجع العالم الفيزيائي البارع في علم الرياضيات "ستيفن هوكنج" عن نظريته الشهيرة بشأن "الثقوب الكونية السوداء " بعد أن يظل يراهن عليها منذ العام 1975م.!
وتراجع "صموئيل هنتنجتون " عن نظريته "صراع الحضارات" أمام الطرح الدولي بحوار الحضارات..!
وتراجع أخيراً المؤرخ البريطاني" ديفيد إرفينج " عن تشكيكه بالمحرقة اليهودية " الهولو كوست" وأمام تهديد بثلاث سنوات فقط من السجن تراجع فوراً قائلاً إنه سيعترف أمام المحكمة بأنه مذنب، وسيطالب هيئة المحلفين بالعفو؛ لأنه تراجع عن تصريحاته التي أنكر فيها وقوع محرقة اليهود..!!
ولكن .؟!
هل تراجع إبراهيم عليه السلام عن دعوته رغم محاولتهم إحراقه بالنار...؟
هل تراجع موسى عليه السلام أمام بطش فرعون مصر...؟
هل تراجع عيسى عليه السلام أمام بطش اليهود..؟
وهكذا ....
وهكذا لم يتراجع محمداَ صلى الله عليه وسلم أمام التهديد ولا أمام الإغراء..!
لقد دعا مخالفيه إلى " المباهلة " وقال لهم ـ ان اذا كنتم تقولون حقا فتعالوا أباهلكم , وندعو الله ويطلب كل مـنا من اللّه ان ينزل العذاب على الكاذب منا ويفضحه ـ وكرر استعداده التام لهذا العرض ولم يجرؤ مخالفوه على ذلك لانهم غير مطمئينن لاستحكام قواعد دينهم !!. قال " مونتجومري "إن استعداد هذا الرجل لتحمل الاضطهاد من أجل معتقداته، والطبيعة الأخلاقية السامية لمن آمنوا به واتبعوه واعتبروه سيدا وقائدا لهم، إلى جانب عظمة إنجازاته المطلقة، كل ذلك يدل على العدالة والنزاهة المتأصلة في شخصه. فافتراض أن محمدًا مدع افتراض يثير مشاكل أكثر ولا يحلها. بل إنه لا توجد شخصية من عظماء التاريخ الغربيين لم تنل التقدير اللائق بها مثل ما فعل بمحمد". ("محمد في مكة"، مونتجمري - 1953، صفحة 52.)
لم يتراجع لأنه لا يملك حق التراجع... الأنبياء وحدهم لايتراجعون...!
وكان طلبه الوحيد لقومه امام كل هذا المسلسل الدامي بسيطاً وواضحاً:
" أمنوا بالله واستقيموا.. تملكوا الدنيا.. وتفوزوا بالاخرة"!! | |
|