أيـــام كثيــرة ,,, عشتها داخل غرفتي كنت أتذوق خلالها مرارة الأيــــام
فرضت فيها على نفسي العزلة ولم يفرضها علي أحـد
حوارات عديدة تدور بداخلي حاولت كثيراً أن اهرب منها وأتجنبها
لكنها لم تفارقنــــــي ,,, وأصرت على ملازمتي
تطور هذا الحوار إلى عذاب يومي , كنت أسأل نفسي :
هل شعوري بالسعادة كان مجــرد وهـــم ؟؟
وهـل أصبحت أجد راحة بالي في صمتي وسكوني وعزلتي ؟؟
قررت .. أن أعقـد مع نفسي جلسة أحاسبها ,, كانت مواجهة عاصفة بين عقـلـي وقلـبي !!
قلبي ,, الذي عاش بالحـب وللحـب وعلى الحـب , وواجـه عقلي الثـائر ذاتــي
عندها اعترفت بالحقيقــة المؤلمــة :
بأن هناك ممن كنت اظنهم أصدقــاء !! كانـوا عكس ذلك
هناك من أهديتهم شمعة تضـئ لهم الطريـق , فطعنوني في ظهـري
هناك من عاملتهم بطيبـة قلـب , غــدروا بـي
هناك من علمتهم ووهبتهم دروس الحياة فتنكروا لجهـودي !
فلأول مـرة ارغب بالاعتـذار لعقلـي , الذي أرهقتـه , ولقلـبي الذي أتعبتـه ...
ولـوقـتي الذي ضيعت ساعاتـه في المجـاملات والواجبات الاجتماعـية ,,
اعتـذرت ... لجراحــي التي تركتها تتعمـق وتناسيتها في غمرة انشغالي بتضميد جرآح الآخرين
اعتـذرت ... لسـعادتي التي توهمت بأنني سأجدها في سعادة الآخرين
اعتـذرت ... من تجاربي ومعانـاتـي التي لم استفـد منها على أرض الواقــع
اعتــذرت.. لحسن ظنـي الذي بالغت في استخدامه دون تروي وحكمـة وحـذر
قررت ... أن أعيش بعدها كما يقولون : " لا أرى , لا اسمع , لا أتكـلم "
لكن مازالت هناك أسـئلة تتسع وتزيـد مساحتها وتتداعـى معانيها بداخلـي
هل يمكن , لـي بعد كل هـذا أن أثـق في صدق وإخــلاص ومحبة انسـان
هـل هناك من أثـق بأنـه لن يظلمنـي ولن يخذلنــي أو يستهزئ بصـدق مشاعـري ؟؟
هـل سـأجـد من يتسـامح ويحنـو ويعفـو مع إنسـانيتـي ؟؟
أسـئلة .... حائـرهـ وعلامات استفهام كثيرة جعلتني أنا وقلبـي في مأزق أمام عقـلي
الذي أتعبـه الواقـع المرير